حمض الليسر المسبب للهلوسة (LSD)
حمض الليسر LSD هو من أبرز أنواع المخدِّرات المُسببة للهلوسة. تمّ اكتشافه عام 1938 وهو مصنوع من حمض الليسر أي مادة كيميائيّة تنمو على الفطريّات مثل فطر الإيرغوت وتؤثِّر في المزاج.
التسمية المتعارف عليها لحمض الليسر هي الحمض وهو يُباع على شكل حبوب أو سوائل تخلو من الرائحة واللون، طعمها مرّ ويتم تناولها شفويّاً. غالباً ما توضع على ورق نشاف وتُقسم إلى مربعات صغيرة مزيّنة يمثِّل فيها كلّ مربّع جرعةً وحدة.
تفيد تقارير هيئات مكافحة المخدرات بأنّ قوّة عيّنات حمض الليسر ذات المصادر غير المشروعة تتراوح بين 20 و80 ميكروغرام للجرعة الواحدة أي دون المعدَّلات المُسجّلة بين الستينات وأوائل السبعينات حيث كان عيار الجرعة يصل إلى 100 أو 200 ميكروغرام.
المخاطر الصحيّة
يختلف تأثير حمض الليسر باختلاف الجرعة وشخصيّة المدمن ومزاجه وتوقّعاته ومحيطه. ويبدأ مفعوله عادةً بعد 30 إلى 90 دقيقة من موعد تناوله ومن مفاعليه: توسّع الحدقتين، ارتفاع درجة حرارة الجسم، تسارع نبض القلب وضغط الدم، التعرّق، فقدان الشهيّة، الأرق، جفاف الفم والارتعاشة.
أمّا المشاعر فتختلف بسرعة تفوق سرعة تحوّل المؤشرات الجسديّة. وقد ينتاب المستخدم مشاعر متضاربة فينتقل من حالةٍ نفسيّةٍ إلى أخرى في غضون لحظات. أمّا إذا كانت الجرعة مرتفعةً فهي قد تُسبب الأوهام والهلوسة البصريّة فيتغيّر شعور المستخدم وحسّه بالمكان والزمان لا بل قد يشعر المستخدم بأنّه يسمع ألواناً ويرى أصواتٍ، وفي هذه التقلبّات ما يُسبب الخوف لا بل الهلع.
بحسب مستخدمي حمض الليسر يُشكِّل تناول هذا المخدِّر نوعاً من المغامرة تبلغ مفاعيلها المتضاربة حدّ المغامرة السيئة التي تدوم ساعات ولا تصفو إلاّ بعد 12 ساعة تقريباً. ويؤكّد مستخدمو هذه المادة على أنّ مشاعر قويّة وأفكار مرعبة تنتابهم مثل الخوف من فقدان السيطرة والشعور بالجنون والموت لا بل اليأس.
وتسبب حالة التسمم الناجمة عن استخدام حمض الليسر حوادث قاتلة. يُشير العديد من مستخدمي مادة الليسر إلى أنّهم يسترجعون صوراً عن الماضي وعن شخصيّتهم من دون حاجةٍ إلى تناول جرعةٍ جديدة، فترتسم الصورة فجأةً من دون سابق إنذار بعد فترة أيام أو سنة من تاريخ تناول الجرعة الأخيرة. ويصحّ هذا في وسط المستخدمين الذين أدمنوا المواد المُسببة للهلوسة أو الذين يُعانون مشاكل في شخصيّتهم كما في وسط البعض ممن يستخدم هذه المادة بين الحين والآخر. وليست المشاعر المتضاربة أو صور الماضي سوى ناحيةٍ من المخاطر التي يُسببها استخدام حمض الليسر فقد يُعاني هؤلاء اضطرابات نفسيّة لفترةٍ طويلة مثل انفصام الشخصيّة أو الشعور بالكآبة. ومن الصعب تحديد مدى تفاعل المادة مع هذه الأمراض.
عادةً ما يميل مستخدمو هذه المادة إلى خفض عدد الجرعات أو توقيفها مع مرور الوقت. فليس الحمض مادةً مُسببة للإدمان بما أنّه لا يُحدث مفعولاً على غرار الكوكايين والأمفيتامين والهيروين والكحول والنيكوتين. ولكن على غرار العديد من المخدرات المُسببة للإدمان، فهو يولِّد مناعةً تفضي مع مرور الوقت إلى زيادة حجم الجرعة وصولاً إلى حدّ التسمم. وهذا الأمر خطير للغاية سيّما وأنّه لا يُمكن التنبؤ بمفعول المُخدِّر.
الكحول
يُشكِّل الإيتانول أو كحول الأثيل مادة الكحول التي يُمكن تناولها. وهي مادة قويّة المفعول تنتج عن تفاعل الخميرة مع مادة الكاربوهيدرات التي تتضمنها الحبوب والفاكهة وهي تُسبب الإدمان وتُسيء إلى الجهاز العصبي المركزي.
والكحول مادة سائلة يتم تناولها شفويّاً وبكميّات كبيرة. تفيد استطلاعات شملت مراهقين وبالغين شباب بأنّ هؤلاء يميلون إلى الإسراف من الشراب في كلّ مرّة وصولاً إلى حالةٍ من السكر.
تتوزّع المشروبات الكحوليّة على أنواع ثلاثة:
- البيرة وهي مصنوعة من الحبوب المخمّرة وتحتوي على نسبة كحول تتراوح بين 3 و 6%.
- النبيذ وهو مصنوع من فاكهة مخمّرة ويحتوي على نسبة كحول تتراوح بين 11 و 14%. يُضاف عصير الفاكهة والسكّر إلى بعض أنواع النبيذ مما يؤدّي إلى خفض نسبة الكحول إلى ما بين 4 و 7%. أمّا البعض الآخر فيُضاف إليه الكحول مما يرفع نسبة الكحول إلى ما بين 18 و20%.
- المشروبات الروحيّة وهي مصنوعة من تقطير منتج مخمّر يؤدّي إلى صناعة مشروب يحتوي عادةً على نسبة كحول تتراوح بين 40 و50%. تدوَّن على العبوة عادةً نسبة الكحول في كلّ مشروب روحي.
يحتوي كأس فيه 12 أونصة من البيرة و5 أونصات من النبيذ و1.5 أونصة من المشروبات الروحيّة على الكميّة نفسها من الكحول وبالتالي تكون النتيجة نفسها. يُمكن لأنواع الكحول الثلاثة أن تُسبب الدرجة نفسها من التسمم والإدمان.
المخاطر الصحيّة
عند تناول الكحول، يؤثِّر المخدِّر مباشرةً في خلايا الدماغ فيُنشِّطها مما يولِّد شعوراً بالراحة والطمأنينة.
أمّا استهلاك كأسين أو ثلاث في الساعة فيُمكن أن يُعطِّل القدرة على اتخاذ القرارات فلا يردع المدمن رادع لا بل يشعر بنوعٍ من النشاط والخفّة. أمّا تناول أكثر من خمس كؤوس في الساعة فقد يرفع معدَّل الكحول في الدم إلى 0.10% أي بما يتخطّى نسبة التسمم أو السكر.
وبعد التوقّف عن الشرب، ينخفض معدّل الكحول في الدم بنسبة 0.01% في كلّ ساعة.
مؤشّرات وعوارض استخدام الكحول والتسمم:
نفس تفوح منه رائحة الكحول
طبع حاد
الشعور بالنشاط والخفّة
فقدان السيطرة على حركات الجسم
سلوك عنيف أو غير مناسب
فقدان التوازن
مشية غير مستقرّة
تلعثم أو ثقل في الكلام
فقدان الوعي
تباطؤ القدرة على التفكير
الكآبة
تعطّل الذاكرة على المدى القصير
الإغماء
المؤشّرات والعوارض التي تنتاب مدمني الكحول لدى الإقلاع عن الشرب:
ارتعاشة
اضطراب
قلق ونوبات هلع
جنون الارتياب والأوهام
الهلوسة (البصريّة عادة)
الغثيان والتقيؤ
ارتفاع درجة حرارة الجسم
ارتفاع ضغط الدم وتسارع نبض القلب
تشنجات
نوبات مرضيّة
بالإضافة إلى خطر الإصابة أو الوفاة نتيجة حادثة أو أعمال عنف، يُشكِّل الإفراط من تناول الكحول مصدر خطر نفسي وجسدي. ومن المخاطر العصبيّة ما يشمل تعطّل البصر والقدرة على تنسيق الحركات واضطرابات الذاكرة والهلوسة والإغماء والنوبات المرضيّة أمّا الاستهلاك على المدى البعيد فيُمكن أن يُسبب إعاقةً دائمةً في الدماغ.
ومن مشاكل القلب ما يتضمّن ارتفاع ضغط الدم ونبض القلب وخطر الإصابة بسكتة قلبيّة. ومن مشاكل التنفس ما يتضمّن ضيق التنفس وتثبيطه وداء الرئة والسلّ وخرّاج الرئتين. هذا ويؤدي تناول الكحول إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الفم والحلق.
تفيد الإحصاءات بأنّ أمراض الكبد الناجمة عن إدمان الكحول بما في ذلك تشمّع الكبد والتهابه والكبد الدهني تؤدّي إلى وفاة 25.000 شخصاً في السنة.
ومن المخاطر الجسديّة الأخرى ما يتضمّن تضرر الجهاز المعوي (بما في ذلك تقرّح المعى الاثني عشرى، وداء الجزر والإسهال) والبنكرياس والكليتين. يُمكن في استهلاك الكحول أن يُسبب سوء التغذية ويُعطِّل امتصاص المأكولات ويخمد جهاز المناعة مما يزيد من احتمال التعرّض للأمراض.
ومن المخاطر النفسيّة ما يتضمّن تعطّل القدرة على التمييز والكلام، والخمول والانطواء على الذات وإتباع سلوكٍ منافٍ للعادات الاجتماعيّة وفقدان القدرة على التركيز وتداعي العلاقات مع أفراد العائلة والأصدقاء والزملاء في العمل.
مخدِّرات النوادي
يشيع في النوادي الليليّة وفي البارات استخدام أنواع من المخدرات منها الاكستاسي والروهيبنول Rohypnol وحمض غاما هيدروكسي GHB والكيتامين Ketamine.
تُفيد البحوث العلميّة اليوم بأنّ هذه المخدرات تؤدّي إلى تعطّل أجزاء أساسيّة من الدماغ خصوصاً إذا استخدمت بكميّات تُسبب ارتفاعاً شديداً في حرارة الجسم وانحلال العضل وتعطّل الكلى والقلب والشرايين.
وتؤثِّر المواد المذكورة في الجهاز العصبي وبما أنّها عديمة اللون والمذاق والرائحة فهي غالباً ما تضاف إلى المشروبات وبالتالي يُمكن تناولها عن غير إدراك.
شاع استخدام هذه المخدرات في وسط المغتصبين مما حدا ببعض الدول إلى سنّ قوانين تُجرّم استخدام هذه المواد المساعدة على ارتكاب الاعتداءات الجنسيّة.
حمض غاما هيدروكسي GHB
تُسبب هذه المادة في تعطيل الجهاز العصبي فتؤدّي إلى الشعور بالنشاط أو السكينة كما تُساعد على حرق الدهن وبناء العضلات. يُمكن أن يُسبب الإفراط من استخدام هذه المادة بالغيبوبة والنوبات المرضيّة ومتى مُزج الحمض بالأمفيتامينات ارتفع خطر الإصابة بالنوبات. أمّا مزجه بمخدِّرات أخرى مثل الكحول فقد يُسبب الغثيان وضيق النفس. ومن مفاعيل التوقّف عن تناول هذه المادة الأرق والقلق والارتعاش والتعرّق.
أمّا السلائف من غاما بوتيرولاكتون gamma butyrolactone (GBL) و1.4 بوتانيدول 1,4 butanediol (BD) فتُسبب التسمم والجرعة الزائدة والوفيات وهي شائعة في أوساط المغتصبين.
يُمكن شراء هذه المواد عبر الانترنت كما تُباع في بعض متاجر المأكولات الصحيّة والنوادي الرياضيّة والنوادي الليليّة وحفلات الريف ومثليي الجنس وفي حرم الكليّات وفي الشارع. وعادةً ما تُمزج بالكحول فتُسبب الإغماء مع أنّ مفعولها قصير المدّة ولا يُمكن رصده بسهولة باستخدام أجهزة رصد السميّة المتوفِّرة في المستشفيات.
Rohypnol الروهيبنول
الروهيبنول هو الاسم التجاري لمادة الفلونيترازيبام flunitrazepam. شكّل مثار قلق في السنوات المنصرمة لشيوعه في وسط المغتصبين وهو يتفرّع عن فئة من المخدرات تحمل اسم بنزوديازيبين benzodiazepines. عندما تُخلط المادة بالكحول فهي تُسبب شلل الضحيّة وعجزها عن مقاومة الاعتداء الجنسي لا بل نوعاً من فقدان الذاكرة التقدمي مما يعني أنّ الأفراد قد لا يتذكرون أحداثاً تعرّضوا لها تحت مفعول المخدِّر. وهو يُمكن أن يُسبب الوفاة نتيجة خلطه بالكحول و/أو سائر مضادات الكآبة.
الكيتامين Ketamine
الكيتامين هي المواد المخدِّرة المستخدمة للإنسان والحيوان في المرافق الطبيّة منذ السبعينات لا بل أنّ نسبة 90% من المواد المباعة هي مُعدّة لاستخدامها في الطب البيطري. يُمكن استخدام المادة حقناً أو استنشاقاً وهي تُعرف أحياناً باسم فيتامين “K“.
يشيع استخدام الكيتامين في النوادي وحفلات الريف وفي أوساط المغتصبين وهو يُسبب لدى تناول كميّةٍ محددة منه حالة من حالات حلم اليقظة أو الهلوسة.
يُسبب الكيتامين لدى تناوله بإسراف حالة اهتياج وفقدان للذاكرة لا بل تعطّل الوظيفة الحركيّة وارتفاع ضغط الدم والكآبة ومشاكل حادة لا بل قاتلة في التنفس.
الكوكايين
الكوكايين هي من المخدِّرات المُسببة للإدمان والتي تُعطِّل لدى استخدامها قدرة الفرد على التحكم بإرادته فيدخل في دوّامة إدمان مستمر. يُمكن استخدام الكوكايين بواسطة الاستنشاق أو الحقن أو التدخين (بما في ذلك استنشاق الكراك). ومخاطر الكوكايين كبيرة أياً كانت وجهة الاستخدام حقناً أو استنشاقاً أو تدخيناً. ويبدو أنّ تدخين المادة أسرع سبيلاً إلى الإدمان من استنشاقها حيث يسمح التدخين بوصول جرعات كبيرة من الكوكايين إلى الدماغ وبسرعةٍ شديدة فيكون المفعول حاداً وسريعاً. هذا ويواجه مستخدم الكوكايين حقناً خطر الإصابة بعدوى فيروس نقل المناعة المكتسبة / الإيدز أو التقاطها خصوصاً في حالة تشارك الإبر أو سائر معدات الحقن.
أمّا الكراك فهو أحد التسميات الشائعة لمادة الكواكيين وهو مصنوع من هيدروكلوريد الكوكايين وهو مُعدّ للتدخين. يُصنّع باستخدام الأمونيوم أو بيكاربونات الصوديوم والماء ويُسخّن لتنقيته من الهيدروكلوريد مما يُفرز نوعاً من الكوكايين يُمكن تدخينه. أمّا التسمية كراك باللغة الإنكليزيّة فتُشير إلى صوت الفرقعة التي يُحدثها المزيج عند تدخينه (أو تسخينه) وهو صوت يُعزا إلى استخدام بيكاربونات الصوديوم.
المخاطر الصحيّة
تؤدّي مادة الكوكايين إلى تنشيط الجهاز العصبي المركزي نتيجة عمليّة إعادة امتصاص الدوبامين وهو مادة كيميائيّة تُثير المتعة وتُحفِّز على الحركة. يفرز الجسم مادة الدوبامين في جزء من الدماغ يحمل اسم دارة المكافأة. ومن مفاعيل استخدام الكوكايين الجسديّة تضيّق الأوعية الدموية المحيطيّة وتوسّع الحدقتين وارتفاع درجة حرارة الجسم وتسارع نبض القلب وارتفاع ضغط الدم. يختلف تأثير الكوكايين باختلاف طريقة الاستخدام ويتراوح بين شعور بالنشوة وتناقص التعب والوضوح الذهني فكلّما كان امتصاص المادة سريعاً كلّما كان الوصول إلى النشوة أسرع.
ويُفيد بعض مستخدمي الكوكايين عن شعورهم بالتململ والاضطراب والقلق. ويُمكن أن يكوِّن المدمن مناعةً ضدّ الشعور بالنشوة فيُفيد بأنّ الشعور باللذة يتناقص في كلّ مرّة. وبحسب المعطيات العلميّة، يُعزى إدمان الكوكايين رغم تبعاته الجسديّة والاجتماعيّة الوخيمة إلى قدرته على تعزيز القدرات العصبيّة والنفسيّة.
نادراً ما يُسبب الكوكايين الوفاة منذ الاستخدام الأوّل أو الاستخدامات اللاحقة ولكن لا سبيل إلى تحديد الجهة المعرّضة إلى الوفاة المفاجئة.
ويُمكن في تناول جرعات مرتفعة من الكوكايين وعلى فترات مطوَّلة أن يولِّد شعوراً بالارتياب أمّا تدخين الكراك فيُمكن أن يولِّد في وسط المستخدمين ارتياباً وسلوكاً عدائيّاً.
يُسبب الإقلاع عن الكوكايين شعوراً بالكآبة لا بل زيادةً في حجم الجرعة للتخلّص من حالة الكآبة. ويؤدّي استنشاق الكوكايين لفترةٍ طويلةً إلى تقرّح الغشاء المخاطي في الأنف لا بل إلى تضرر حاجز الأنف وسقوطه. أمّا حالات الوفيات الناجمة عن استخدام الكوكايين فهي عادةً ما تكون نتيجة سكتة قلبيّة أو نوبة مرضيّة يليها توقّف جهاز التنفّس.
المخاطر الإضافيّة: كوكا إيثيلين
تتفاقم المخاطر عندما يُخلط الكوكايين مع الكحول، ويتعرّض المستهلك لتبعات وخيمة جرّاء تعرّض الجسم لتجربة كيميائيّة معقدة. فقد خلصت البحوث إلى أنّ الكبد يُخزّن الكوكايين ويجمعه بالكحول فيُكوِّن مادةً ثالثة هي الكوكا إيثيلين التي تزيد من مفاعيل الكوكايين لا بل من خطر التعرّض لوفاة مفاجئة.
الهيروين
الهيروين من المواد المخدِّرة المُسببة للإدمان والتي شاع استعمالها بالانتقال من الحقن إلى الاستنشاق أو التدخين نتيجة مغالطات شائعة مفادها أنّ هذا النوع من الاستخدام لا يؤدّي إلى الإدمان. والهيروين مصنوع من المورفين وهي مادة طبيعيّة تستخرج من نبتة الخشخاش يتخذ شكل بودرة بيضاء أو بنيّة اللون. تختلف تسميات الهيروين ويُستخدم البعض منها للدلالة على موقع الإنتاج الجغرافي مثل قطران المكسيك الأسود.
المخاطر الصحيّة
يُسبب إدمان الهيروين مخاطر صحيّة خطيرة مثل الوفاة جرّاء جرعة زائدة والإجهاض وتعطّل الشرائيين والأمراض المعدية مثل فيروس نقص المناعة البشريّة المكتسب/ الإيدز والتهاب الكبد. تظهر مفاعيل استخدام الهيروين فوراً بعد تناول الجرعة ولا تلبث أن تزول بعد بضع ساعات. ويُفيد مستخدمو الهيروين حقناً عن شعورهم بالنشاط وبالتورّد وجفاف الفم وثقل حركة الأطراف ولكنّ شعورهم بالفرح لا يلبث أن يُستتبع بحالة من النعاس واليقظة المتقلّب. تُعتِّم الغشاوة على التفكير بسبب انحطاط الجهاز العصبي المركزي.
أمّا مفاعيل الهيروين على المدى البعيد فتظهر بعد تكرر الاستخدام ومنها تعطّل الأوردة والتهاب غشاء القلب وصماماته والإصابة بخرّاج والتهاب النسيج الخلوي وأمراض الكبد. أمّا المضاعفات بالنسبة إلى الرئتين بما في ذلك مختلف أنواع داء الرئة فيُمكن أن تُنهك المدمن وتُسيء إلى التنفس.
المناعة والإدمان والإقلاع
يكوِّن الجسم مناعةً نتيجة استخدام الهيروين بصورة منتظمة وهذا يعني أنّ المدمن يتناول جرعةً أكبر ليبلغ الدرجة نفسها من اللذة. ومع تنامي حدّة الجرعات، يكوِّن الجسم إدماناً جسديّا يحدو به إلى التكيّف مع وجود المخدِّر في الجسم مما يُعرِّض الأخير لعوارض الإقلاع في حال خفض الجرعة أو التوقّف عنها.
وتبدأ عوارض الإقلاع في وسط المدمنين بعد ساعات قليلة من تناول الجرعة الأخيرة وتُترجم رغبةً ملحّةً في تناول المخدِّر، وتململ وألم في العضل والعظام وأرق وإسهال وتقيؤ ورجفان ناجم عن البرد ورفسات وغيرها من العوارض. تُسجَّل أبرز عوارض الإقلاع بعد يومين إلى ثلاثة أيّام من موعد الجرعة الأخيرة وتدوم فترة أسبوع وقد تُسبب وفاة المدمنين الذين يُعانون مشاكل صحيّة مع العلم أنّ الإقلاع عن الهيروين يُعدّ أقلّ خطورةً من الإقلاع عن الكحول أو الباربيتيورات.
المستنشقات
المستنشقات مواد بخاريّة كيميائيّة تولِّد مفاعيل نفسانيّة ولا يعتبرها كثيرون من نوع المخدّرات لكونها لم تُعدّ لهذه الغاية. يميل الشباب إلى استخدام المستنشقات لأنّها متوفِّرة في الأسواق وبكلفة معقولة وهي تتوزّع على الفئات التالية:
المحاليل
المحاليل الصناعيّة أو المنزليّة أو المنتجات التي تتضمن محاليل ومنها تنر الطلاء أو المحاليل ومواد إزالة الدهون (سوائل التنظيف الجاف) والنفط والغراء؛
محاليل مُعدّة للاستخدام المكتبي أو الفنّي ومنها سوائل التصحيح، وسوائل الأقلام ذات الرأس اللباد ومواد تنظيف الأجهزة الالكترونيّة.
الغازات
الغازات المستخدمة في السلع المنزليّة أو التجاريّة، بما في ذلك غاز البوتان وخزانات البروبان ودخان أو أوعية كريما الخلط وغازات البرّادات؛
أجهزة دفع الدخان والمحاليل ذات الصلة مثل الطلاء الرذاذ ورذاذ الشعر أو مزيل رائحة التعرّق ورذاذ حماية الأنسجة؛
غازات البنج الطبّي، مثل الإثير والكلوروفورم والهالوثان وأكسيد النترات (غازات الضحك).
النترات
النترات الدهني بما في ذلك نترات سيكلوهكسيل cyclohexyl nitrite المتوفِّر للعموم؛ نترات الأميل amyl nitrite المتوفِّر بوصفة طبيّة ونترات بوتيل butyl nitrite وهو مادة غير مشروعة.
المخاطر الصحيّة
يختلف تصنيع المستنشقات باختلاف المواد ولكنّ الأخيرة تُحدث جميعها مفاعيل مماثلة للمواد المخدِّرة التي تُشلّ وظائف الجسد. فعند استنشاق المواد بواسطة الأنف أو الفم وصولاً إلى الرئتين وبجرعة تركيز كافيةً، يُمكن للمواد المستنشقة أن تُسبب مفاعيل سامة. ويدوم التسمم بضع دقائق أو ساعات طويلة في حال تنشّق المادة مرّات متكررة.
وقد يشعر المستخدمون بنوعٍ من اللذة في بداية الأمر ولكن مع تكرر الاستخدام قد يفقدون السيطرة على النفس لا بل يفقدون الوعي.
أمّا تنشّق كميّات مركّزة من المواد الكيميائيّة المتوفِّرة في المحاليل أو رذاذات البخار فقد يؤدي مباشرةً إلى توقف القلب والوفاة. ويشيع ذلك نتيجة استخدام غازات الفليوروكاربون والبتان. ويُمكن في تركّز المستنشقات أن يُسبب الوفاة نتيجة الاختناق الناجم عن توقّف دفق الأكسجين إلى الرئتين ومنها إلى الجهاز العصبي مما يؤدّي إلى توقّف حركة التنفس.
من المفاعيل الخطيرة ولكن التي يُمكن التغلّب عليها ما يشمل:
تضرر الكبد والكلى الناجم عن مادة تولوين toluene التي تتضمن مواد الهيدروكاربون بالكلور chlorinated hydrocarbons (سوائل التصحيح، سوائل التنظيف الجاف)
استنزاف الأكسجين من الدم – النترات العضوي وكلوريد المتيلين (مزيلات الطلاء، وتنر الطلاء).
تُعزى الوفاة الناجمة عن المستنشقات إلى تركّز درجة كبيرة من الدخان. أمّا تعمّد الاستنشاق من كيس بلاستيكي أو ورقي أو في مساحةٍ مغلقة فيزيد وإلى حدٍّ كبير خطر الاختناق. ولدى التعرّض المواد التي تحتوي على جسيمات أو مواد متطيّرة وذلك للأغراض المشروعة مثلاً في الطلاء أو التنظيف، يُنصح بعدم استخدامها في غرفٍ مقفلة بل في غرف ذات تهوئة جيّدة أو في الخارج.
غاز الضحك
غاز الضحك مادة عديمة اللون والرائحة طعمها لذيذ تُحفظ في عبوات للغاز بأحجام مختلفة. وهو محلول يحتوي على مادة أكسيد النيتروجين N2O وتُطلق عليه تسمية أكسيد النيتروز.
يتوفّر غاز الضحك بأشكال متعددة منها الشكل الطبي الذي يُعدّ لاستخدامه كمادة مخدِّرة تخضع بالتالي لقانون المواد الصيدليّة. ومن أشكاله أيضاً، الشكل التجاري شائع الاستخدام المُعد لأغراض ضبط المحرِّكات. وغالباً ما يتضمّن الشكل الأخير مواد كيميائيّة أو غازات من نوع نيترات المثيل methyl nitrate الذي يؤدي إلى قصور الأكسجين في الجسم. يُمكن شراء غاز الضحك في عبوات تُستخدم لإعداد الكريما المخفوقة.
آثار الاستنشاق
يُستخدم غاز الضحك لأغراض ترفيهيّة وعادةً ما يُستنشق من بالون تمّت تعبئته من عبوة، يبدأ مفعول غاز الضحك بعد خمس إلى عشر ثوانٍ بحسب الكميّة المستنشقة ويُمكن أن يدوم بين ثلاثين ثانية وأربع دقائق. رغم زوال مترسبات الغاز الأساسيّة بعد عشر إلى خمس عشرة دقيقة من الاستنشاق إلاّ أنّ مفاعيل الاستنشاق تستمرّ على المدى البعيد.
الآثار الجانبيّة قصيرة الأمد
من أبرز مخاطر استنشاق غاز الضحك النقص في الأكسجين المستنشق. ويُمكن أن يؤدّي ذلك إلى الاختناق أو إلى فقدان الوعي وبالتالي إلى تضرر الدماغ أو الأعضاء. ومن المفاعيل الأخرى الإنهاك الشديد والدوخة والصداع ناهيك عن خدر الأطراف وارتعاشها.
الآثار الجانبيّة بعيدة الأمد
عندما يُستخدم غاز الضحك بكميّات متوسّطة إلى كبيرة وبصورة منتظمة يُمكن أن يُسبب تلفاً في الأعصاب لكونه يؤدّي إلى خفض مفاعيل الفيتامين ب 12 الذي يُساعد على حماية الأعصاب. وقد يؤدّي هذا التلف إلى خلل في الحركة يُسبب خدر الأطراف والشعور بوخزٍ طفيف. يُسبب استخدام غاز الضحك تضرر خلايا الدماغ على المدى البعيد في حال انخفض معدّل الأكسجين بصورة متكررة لدى الاستخدام.
الفطريّات السحريّة
يُستخدم فطر البسيلوسيبين بصورة شائعة كفطر سحري وهو من أصناف الفطر التي تنمو في البريّة والتي تُحدث مفعولاً مشابهاً لمفعول حمض الليسر. مادة البسيلوسيبين هي المادة المؤثِّرة في الجوانب النفسانيّة رغم وجود أصناف أخرى من الفطريّات التي تحتوي على هذه المادة مثل psilocybe semilanceata إلاّ أنّ هذا لا ينفي وجود أنواع أخرى من الفطريّات التي لا تحتوي على مادة بسيلوسيبين ولكنّها تُسبب ردّ فعل نفساني فتُطلق عليها تسمية الفطريّات السحريّة ومن أبرزها amanita muscariaوهي من الفطريّات السامة لا بل القاتلة. وتبدو فطريّات البسيلوسيبين من حيث الشكل مشابهةً لسائر الفطريّات ولكنّ فطريّات amanita muscaria تختلف من حيث اللون لكونها مرقطة باللونين الأحمر والأبيض.
عادةً ما يتم تناول الفطريّات السحريّة شفهيّاً نيئةً أو مجففة وتحتوي الأولى على نسبة 90% من الماء أمّا فطريّات Amanita muscaria فغالباً ما تُستهلك نيئة ويُمكنها بالتالي أن تُسبب شعوراً بالغثيان. يُمكن طهي الفطريّات السحريّة أو مزجها بالأطباق مع أنّ التسخين عادةً ما يُودي إلى تفتيت المادة المؤثِّرة. تحتوي جرعة واحدة على 1 إلى 5 غرامات.
أمّا مفاعيل الفطريّات السحريّة فمشابهة لتناول حمض الليسر ولكنّ مفعولها أقصر مدّة وحدّةً ولا يبدأ إلاّ بعد فترة تمتد بين 30 دقيقة وساعتين فيشعر من يتناولها بالنشاط والثقة والحماس أو السكنية لا بل قد تُصبح مشاعره حسّاسةً فيبدي ميلاً إلى الخلق والإبداع. والفطريّات تُسبب الهلوسة وتتنامى الأخيرة بتنامي حجم الجرعة. فتُتشوّه الألوان والأصوات والأغراض وتزداد التهيئات. ويُمكن أن تخمد الحواس فيسود شعور باليقظة. وفي حين لا تُسبب الفطريّات الإدمان إلاّ أنّها تكوَّن مناعةً فتُصبح الحاجة ملحةً إلى تناول جرعة أكبر لتحقيق الشعور نفسه. وتتعدد أنواع الفطريّات فمنها السام ويُمكن أن يُسبب المرض أو حتّى الوفاة ومنها الأقلّ سميّةً أمّا مفعول الفطريّات فيزداد بحسب نضارة الفطر وموسمه وأصله وبالتالي يصعب التكهن بكميّة المواد الكيميائيّة المتسرِّبة إلى الجسم.
تُسبب الفطريّات السحريّة شعوراً بالغثيان والتعب والضياع. فقد يرتحل مستخدم الفطريّات في مغامرةٍ سيئةٍ وهي تجربة مخيفة تُسبب شعوراً بالقلق أو الارتياب. ولا يُمكن التكهن بمفعول المخدِّر ولا عودة إلى الوراء ما عدا الانتظار ريثما يخبو مفعوله. وحين يشعر المرء بالهلوسة يفقد السيطرة على ما يفعله مما قد يدفع به إلى الوقوع في مشاكل. تتسبب الفطريّات السحريّة بتفاقم حالةٍ صحيّةٍ مثل الكآبة والقلق أو الريبة فتكون النتيجة مشاكل صحة عقليّة على المدى البعيد.
ماريجوانا
الماريجوانا مزيج أخضر أو رمادي اللون يتألّف من أزهار وأوراق خيوط نبتة القنّب المجففة والمقطعة إلى أجزاء صغيرة. تختلف الأسماء العامية المستخدمة للدلالة على الماريجوانا.
يُمكن تناول الماريجوانا على شكل سيجارة أو في أنبوب. وفي خلال السنوات المنصرمة شاع استخدامها في نوع من السيجار الذي يُفرغ من محتوياته ليُملأ بالماريجوانا وبمخدِّر آخر عادةً ما يكون الكراك. يستخدم البعض الماريجوانا في الطعام أو لإعداد الشاي.
خلصت البحوث عام 1988 إلى أنّ غشاء بعض الخلايا العصبيّة يستقطب مادة THC delta-9-tetrahydrocannabinol التي تحتويها الماريجوانا مما يؤدّي إلى ردود فعل متعددة تفضي في نهاية الأمر إلى الشعور بالنشوة.
من مفاعيل الماريجوانا على المدى القصير ما يلي:
الذاكرة والتعلّم
تشوّه القدرة البصريّة
صعوبة في التفكير وفي معالجة المشاكل
فقدان القدرة على تنسيق الحركة
تسارع نبض القلب
القلق
نوبات الهلع
كشفت البحوث عن تأثير عامل الوراثة في مفعول الماريجوانا وخلصت إلى وجود أسباب جينيّة تُفسِّر الاختلاف في تفاعل توأم متماثل وآخر غير متماثل مع الماريجوانا. وتُضاف إلى الأسباب الجينيّة عوامل متصلة بالتوقعات حيال تأثير المخدِّر، وتأثير الأصدقاء والمجتمع وغيرها من العوامل التي تُميّز بين تأثّر التوأم المتماثل والتوأم غير المتماثل ولكن خلص إلى أنّ بيئة التوأم العائليّة أو المشتركة قبل سنّ الثامنة عشر لا تؤتي تأثيراً يُذكر في تفاعل هؤلاء مع الماريجوانا.
المخاطر الصحيّة – تأثير الماريجوانا في الدماغ
كشفت البحوث بأنّ مادة THC تغيّر طريقة تفاعل الحصين وهو الجزء من الدماغ الذي يؤثِّر في القدرة على التعلّم وفي الذاكرة وفي تداخل التجارب الحسيّة مع المشاعر والحوافز. كما اتضح بأنّ هذه المادة تُعطِّل الخلايا العصبيّة الموجودة في نظام معالجة المعلومات كما تكبح عمل الألياف العصبيّة في هذه المنطقة وتفضي إلى تداعي السلوكيّات المكتسبة المخزنة في الحصين.
كما اتضح بأنّ استخدام الماريجوانا على المدى البعيد يحدث في الدماغ تغيّرات مماثلة لتلك التي تُسجَّل بعد استخدام سائر المخدرات لفترةٍ طويلةٍ.
التأثير في الرئتين
يتعرّض مدخِّن الماريجوانا إلى نفس عوارض مدخِّن التبغ مثل السعال والبلغم والتهاب الشعب المزمن والزكام. أمّا تدخين الماريجوانا لفترةٍ طويلةٍ فقد يؤدّي إلى تضرر غشاء الرئة أو تلفه.
هذا ويتنشّق مدخنو الماريجوانا كميّةً من أحادي أكسيد الكربون والقطرون تضاهي خمسة أضعاف الكميّة التي يتنشقها مدخنو التبغ. ولعلّ هذا يُعزى إلى تسرّب الماريجوانا المستنشقة إلى عمق الصدر حيث تُخزّن فترةً طويلةً.
التأثير في نبض القلب وضغط الدم
تشير آخر البحوث إلى أنّ تدخين الماريجوانا في مقابل استخدام الكوكايين يُمكن أن يُسبب ارتفاعاً شديداً في نبض القلب وضغط الدم. وفي إحدى الدراسات أعطي مستخدمو الماريجوانا والكوكايين جرعةً من الماريجوانا وحدها ثم الكوكايين وحده ثمّ الاثنين مجموعين فكانت النتيجة مشاكل قلب وشرايين لدى استخدام أحد المخدَّرين منفرداً ثم مشاكل أعظم وأكثر خطورةً لدى استخدام المخدَّرين مجموعين. فارتفع نبض قلب الأشخاص المعنيين بالدراسة بنسبة 29 نبضة في الدقيقة لدى استخدام الماريجوانا منفردةً ثم 32 نبضة بالدقيقة لدى استخدام الكوكايين وحده فـ49 لدى استخدامهما معاً.
وأُعطي المخدِّران فيما كان المستخدمون في حالة هدوء ففي الظروف العاديّة يُمكن للأفراد استخدام الماريجوانا وحقن الكوكايين ومن ثم ممارسة نشاطٍ مضنٍ يعرِّض جهاز القلب والشرايين للخطر.
تأثير الماريجوانا في التعلّم والسلوك الاجتماعي
أعدّت مجموعة من الطلاّب دراسةً كشفت بأنّ قدرة مستخدمي الماريجوانا على الانتباه والذاكرة والتعلم تتعطّل إلى حدٍّ كبير ولمدّة 24 ساعة منذ لحظة استخدام المخدِّر. وقارن معدّو البحوث بين 65 شخصٍ استخدم الماريجوانا 29 مرّة في الشهر المنصرم و64 شخصاً استخدمها مرّةً في الشهر المنصرم. وبعد فترة انقطاع عن الماريجوانا والكحول وغيرها من المخدِّرات دامت 19-24 ساعة، خضعت العيّنتان إلى اختبار شمل القدرة على الانتباه وتفعيل الذاكرة والتعلّم.
واتضح بأنّ الأخطاء شائعة في صفوف مستخدمي الماريجوانا فهم يُعانون نقصاً في التركيز وفي تلبية حاجات البيئة المتغيّرة وفي تسجيل المعلومات واستيعابها واستخدامها ومرد هذا إلى تغيّر نشاط الدماغ الناتج عن استخدام الماريجوانا.
أما البحوث حول استخدام الماريجوانا في صفوف الشباب دون سنّ ارتياد الكليّة فتفيد بأنّ الذين يستخدمون الماريجوانا لا يُحققون التحصيل العلمي نفسه، ويُبدون ميلاً إلى قبول السلوك المنحرف والعنف ويجنحون إلى الثورة ويُعانون علاقات متوترة مع الأهل ويُقيمون صادقات مع منحرفين يستخدمون المُخدِّرات.
واتضح بأنّ الأطفال من أهل يستخدمون الماريجوانا هم أكثر غضباً وميلاً إلى مصّ الإبهام ونوبات الغضب بالمقارنة مع غيرهم.
التأثير في الحمل
تُلحق جميع المخدِّرات على اختلاف أنواعها ضرراً بصحّة الأمّ في خلال الحمل وهي فترة تستوجب من المرأة عنايةً خاصةً فالمخدِّرات تؤثِّر في التغذية والراحة وقد تُلحق ضرراً بطريقة عمل نظام المناعة.
خلصت بعض الدراسات إلى أنّ المولودين من أمّ استخدمت الماريجوانا في أثناء الحمل أصغر حجماً من غيرهم وبالتالي عرضةً لمشاكل صحيّةٍ أكبر.
فالمرأة المرضع التي تستخدم الماريجوانا تنقل إلى الطفل بعضاً من مادة THC وتفيد البحوث بأنّ استخدام الماريجوانا في الشهر الأوّل من الرضاعة يُمكن أن يُعطِّل نموّ الوظائف الحركيّة لدى الطفل أو قدرته على التحكّم بحركة العضلات.
خطر الإدمان
تُصبح المخدِّرات مادةً مُسببة للإدمان إذا ولّدت لدى المدمن رغبةً ملحّةً تخرج عن السيطرة في استخدام المادة بصرف النظر عمّا يترتب عن السلوك المستهتر من تأثير في الصحّة والسلوك في المجتمع. والماريجوانا مخدِّر إدمان بامتياز حيث تفيد الإحصاءات بأنّ أكثر من 120.000 شخصٍ في السنة يدخلون للعلاج من إدمان الماريجوانا. وتفيد الدراسات بشأن الحيوانات بأنّ الماريجوانا تُسبب إدماناً جسديّاً لا بل يُفيد البعض عن إصابته بعوارض الإقلاع عن الماريجوانا.
الاكستاسي
هي مادة مصنّعة تؤثِّر في القدرة النفسانيّة وهي مادة منشِّطة مثل الأمفيتامين ومُسببة للهلوسة مثل حمض الليسر. وهي شبيهة من حيث التركيبة الكيميائيّة للميتا أمفيتامين methamphetamine والمسكالين mescaline وغيرها من المخدِّرات المصنّعة التي يُمكن أن تُلحق ضرراً بالدماغ.
وتُسبب هذه المادة تسمم الجهاز العصبي وارتفاع درجة حرارة الجسم التي تُعطِّل حركة العضلات والكلى وجهاز القلب والشرايين.
المخاطر الصحيّة
تُفيد البحوث بأنّ هذه المادة تُلحق ضرراً بالدماغ وتُسيء إلى الخلايا العصبيّة التي تتواصل في ما بينها بواسطة مادة السيروتونين التي تؤثِّر بشكلٍ مباشرٍ في المزاج والأعصاب والنشاط الجنسي والنوم والحساسية حيال الألم.
أمّا المخاطر فهي شبيهة بمخاطر استخدام الكوكايين والأمفيتامين ومنها:
مشاكل نفسيّة ومنها الضياع والإحباط ومشاكل في النوم والرغبة الملحّة في استخدام المخدِّر والقلق الشديد والارتياب في أثناء استخدام الاكستاسي أو في مرحلةٍ لاحقة؛
عوارض جسديّة مثل توتّر العضلات وكزّ الأسنان والغثيان وتشوش الرؤيا وحركة العينين السريعة والإغماء والارتجاف أو التعرّق.
ارتفاع في نبض القلب وضغط الدم سيّما في وسط الأشخاص الذين يعانون مشاكل في دورة الدم أو في القلب.
وتفيد البحوث بأنّ الأشخاص الذين يُعانون طفحاً جلديّاً شبيهاً بحبّ الشباب بعد استخدام الاكستاسي قد يكونون عرضةً لآثار جانبيّة شديدة منها تضرر الكبد.
تربط البحوث بين استخدام الاكستاسي وتضرر أجزاء من الدماغ هي أساسيّة للتفكير والذاكرة. أفادت دراسة بأنّ التعرّض للمادة لمدّة أربعة أيام يُمكن أن يُلحق بالدماغ ضرراً يستمرّ لفترة 6 أو 7 سنوات.
وتتفرّع الاكتساسي واسمها العلمي MDMA عن عقار MDA وهو من الأمفيتامينات التي تُدمِّر الخلايا العصبيّة التي تُفرز السيروتونين في الدماغ.
هذا وتشبه مادة MDMA من حيث البنية والمفاعيل مادة ميتا أمفيتامين التي تؤدّي إلى تعطّل الخلايا العصبيّة التي تتضمّن مادة دوبامين. ويُسبب هذا بدوره خللاً وظيفيّاً شبيهاً بما يُعانيه مرضى الباركينسون. وتبدأ عوارض هذا المرض بفقدان القدرة على تنسيق الحركة وبحالات اختلاج تُفضي إلى نوعٍ من الشلل.
ميتا أمفيتامين
هو مخدِّر يُسبب الإدمان ويُنشِّط بعض أنظمة الدماغ. وهو على ارتباط وثيق من الناحية الكيميائيّة بمادة الأمفيتامين مع أنّ تأثيره في الجهاز العصبي المركزي أعظم. تُستخدم المادتان لأغراض طبيّة مثل علاج السمنة ولكنّ أوجه الاستخدام العلاجيّة محدودة. فمادة ميتا أمفيتامين تُصنع في مختبرات غير شرعيّة ويُمكن أن تُسبب الإدمان.
المخاطر الصحيّة
تفرز الميتاأمفيتامين مادة الدوبامين التي تُنشِّط خلايا الدماغ وتؤثِّر في المزاج وحركة الجسم ولكنّها تُسبب أيضاً تسمم الخلايا العصبيّة وتُلحق ضرراً بخلايا الدماغ التي تحتوي على الدوبامين والسيروتونين. فمع مرور الوقت تنخفض نسبة الدوبامين مما يُسبب عوارض شبيهة بمرض الباركينسون.
يُمكن تناول المادة شفهياً، باستنشاق البودرة، بوساطة الحقن أو التدخين. وفوراً بعد الاستنشاق أو الحقن، ينتاب المستخدمون شعورٌ شبيه بفورة عارمة من المشاعر الإيجابيّة التي تدوم بعض دقائق. ولا يُفرز استخدام المادة بصورة شفويّة أو بواسطة الاستنشاق سوى شعورٍ بالنشاط والخفّة. ولا يلبث مستخدمو المادة أن يُصبحوا مدمنين يميلون إلى تناول المادة بوتيرة متنامية ويجرعات كبيرة.
تفيد البحوث على الحيوانات التي ترقى إلى أكثر من 20 سنة بأنّ الميتا أمفيتامين يُلحق ضرراً بأطراف الخلايا العصبيّة، فالخلايا التي تتضمن الدوبامين والسيروتونين لا تموت بعد استخدام مادة الميتا أمفيتامين لا بل تذوب أطرافها ويُصبح نموّها محدوداً.
وتشمل مفاعيل الجهاز العصبي المركزي التي تنجم عن استخدام كميّات صغيرة من الميتا أمفيتامين ما يلي: العجز عن النوم، النشاط الجسدي الشديد، فقدان الشهيّة، تنامي وتيرة التنفّس، ارتفاع درجة حرارة الجسم، والشعور بالنشاط والخفّة، بالإضافة إلى التوتر والأرق والاضطراب والاختلاج والتشنّج والقلق والارتياب والعدوانيّة. أمّا ارتفاع درجة حرارة الجسم والتشنجات فقد تُسبب الوفاة.
وتُسبب مادة الميتا أمفيتامين تسارع نبض القلب وارتفاع ضغط الدم وقد تُلحق ضرراً بشرايين الدم في الدماغ مما يُسبب سكتة؛ ولا يسلم جهاز التنفس فتكون النتيجة عدم انتظام نبض القلب وفقدان الشهيّة الشديدة مما يُسبب انهياراً لنظام القلب والشرايين لا بل وفاةً.
النيكوتين
هي أكثر المخدِّرات تسبباً بالإدمان فتدخين السيجارة هو أكثر السبل شيوعاً إلى استخدام النيكوتين منذ مطلع القرن العشرين. وقد خلصت البحوث إلى أنّ السجائر وغيرها من أشكال التبغ مثل السيجار وتبغ الغليون ومضغ التبغ تُسبب الإدمان وأنّ النيكوتين الموجود في التبغ هو أكثر المخدَّرات تسبباً للإدمان. كما خلص تقرير البحث إلى أنّ التدخين هو من الأسباب الأساسيّة للتعرّض لسكتة.
المخاطر الصحيّة
النيكوتين مادة مُسببة للإدمان. فهي تُنشِّط الجهاز العصبي المركزي وتُسبب بسكونه. ويؤدّي تناول النيكوتين إلى شعورٍ عارمٍ ناجم عن مادة الإبينفرين epinephrine التي تفرزها قشرة الغدّة الكظريّة. تُنشِّط هذه المادة الجهاز العصبي وغيره من الغدد باطنيّة الإفراز مما يُفرز مادة السكر. ويُستتبع الشعور بالفورة بشعور بالكآبة والتعب يلحقه توق جديد إلى النيكوتين. يمتص الجسم مادة النيكوتين مباشرةً بواسطة المضغ أو الدخان المستنشق بصرف النظر عن مصدره. وتتراكم مستويات النيكوتين في الجسم في خلال النهار وتبقى طوال الليل عند استخدام التبغ بصورة منتظمة. وعليه يتعرّض المدخنون أو ماضغو التبغ لمفاعيل النيكوتين 24 ساعة في اليوم. فالنيكوتين الذي يمتصه الجسم بواسطة دخان السيجار أو السيجارة يصل إلى الدماغ ويؤثِّر في الجسم لمدّة ثلاثين دقيقة.
أفادت البحوث بأنّ الضغط والتوتّر يؤثِّران في المناعة ضد النيكوتين. فهرمون الضغط يؤدّي إلى خفض مفاعيل النيكوتين مما يستدعي استهلاك كميّةٍ إضافيّة ويولِّد مناعةً حيال النيكوتين ويفضي إلى مزيدٍ من الإدمان. وكشفت البحوث التي أجريت على الحيوانات بأنّ الضغط يؤدّي إلى خفض القدرة على التحكم بجرعات النيكوتين بعد فترةٍ من الامتناع.
وللإقلاع عن النيكوتين مفاعليه مثل نوبات الغضب والعدائيّة والعدوانيّة وفقدان التعاون الاجتماعي وتزعزع التوازن العاطفي. ففي خلال فترات الامتناع عانى المدخنون من تعطّل العديد من الوظائف الإدراكيّة والحركيّة مثل فهم اللغة.
يتعرّض المراهقون الذين يستخدمون التبغ الخالي من الدخان إلى خطر التحوّل إلى مدخني سجائر أكثر من سواهم. وتكشف البحوث بشأن السلوكيّات عن تأثّر المراهقين بمحيطهم المدخِّن من أهل وأنداد مما يدفع بهم إلى تدخين السجائر. واتضح أيضاً بأنّ المراهقين يُقاومون عادةً العديد من رسائل منع التدخين.
وبالإضافة إلى النيكوتين يحتوي دخان السجائر على عشرات الغازات منها أكسيد الكاربون والقطرون. أمّا هذا الأخير الذي تتراوح كميّته بين 15 ملغ في السيجارة العاديّة و7 ملغ في سيجارة قليلة القطرون فيُعرِّض المدخّن إلى خطر الإصابة بسرطان الرئة وانتفاخها والتهاب الشعب كما يُسبب أكسيد الكاربون خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين. واتضح بأنّ المدخِّن السلبي البالغ يواجه بدوره خطر الإصابة بسرطان الرئة في حين يواجه الأطفال خطر الإصابة بأمراض تنفّس وبوفاة مباغتة.
أدوية الوصفات الطبيّة
تُنتج صناعة الأدوية حول العالم ملايين العقاقير التي تصل كلفتها إلى المليارات يُستخدم الكثير منها من دون وصفة طبيّة أو لأسباب لم ترد في الوصفة الطبيّة. وتكشف الاستطلاعات عن استخدام أكثر من 20 مليون شخص يبلغ 12 سنة على الأقلّ أدوية منشِّطة، مسكنة أو مهدئة من غير وصفة طبيّة ولأسباب غير طبيّة. وترد الأدوية آنفة الذكر ضمن فئة أدوية العلاج النفساني التي يشيع استخدامها كمخدِّرات. وتندرج أدوية العلاج النفساني ضمن فئة المخدِّرات لكونها تؤثِّر مباشرةً في الدماغ وفي الجهاز العصبي.
الأدوية الشائعة بالمفيد المختصر
الأمفيتامينات والكافيين
هي المنشطات التي تكافح الإرهاق الذهني والجسدي تشيع في وسط الطلاّب الذين يدرسون ساعات طويلة استعداداً للامتحانات والرياضيين الذين يتناولوها لتحسين أدائهم والعمّال الذين يُكافحون التعب. تجدها في عقاقير مكافحة السمنة التي يُمكن أن تؤدّي إلى مرض فقدان الشهيّة العصبي (القهم العصبي) وهو مرض نفساني يتجلّى عن طريق حميةٍ ونحول شديدين. هذا وتُشكِّل مادة الكافيين مكوِّناً أساسيّاً من مكوِّنات العديد من المشروبات وأدوية مكافحة الألم والعلاج من الحساسية والرشح.
يُشكِّل القلق والهلوسة والكآبة الشديدة والاعتماد الجسدي أو النفسي نتيجةً لتناول المنشِّطات بجرعات كبيرة ولفترات طويلةٍ من الزمن. وتُشكِّل المنشطات جزءاً أساسيّاً من حياتنا نجدها في الكوكايين والنيكوتين وكافيين القهوة والمشروبات الغازيّة.
المسكنات
من المسكنات المستخدمة بموجب وصفة طبيّة أو من دونها ما يلي:
الأسبيرين: وهو أكثر المسكنات شيوعاً اليوم يُستخدم لمكافحة الحمّى والتهاب المفاصل والأوجاع ومن آثاره الجانبيّة: الغثيان والحرقة أو القرحة. يحول الأسبيرين دون اضطراب المعدة ولكنّه قد يُسبب متلازمة راي إذا تناوله الأطفال المصابون بالزكام أو جدري الماء. ومن عوارض المرض التقيؤ وتورّم الدماغ والكبد وصعوبة في عمل الدماغ مما قد يؤدّي إلى الوفاة. والأسبيرين ممنوع على الأشخاص المصابين بمشاكل الكبد.
أسيتيمينوفين (التيلنول) Aceteminophen (Tylenol) – وهو يُستخدم لعلاج الأوجاع والحمّى ويخلو عادةً من العوارض الجانبيّة. أمّا تناول هذا الدواء بجرعات كبيرة أو فائقة فقد يُسبب طفحاً وحمّى أو تغيّراً في تركيبة الدم. ويتعيّن على الأشخاص المصابين بمشاكل الكلى أو الكبد أن يستشيروا طبيباً قبل تناول العقار.
إيبوبروفين (موترين، أدفيل ..) (Ibuprofen (Motrin, Advil – يُستخدم لتخفيف أوجاع المفاصل والحيض والانزعاج والحمّى وإجهاد العضلات. ومن عوارضه الجانبيّة اضطراب المعدة، الدوخة وألم الرأس أو طنين الأذنين. قد يؤدّي الإفراط من تناول هذا العقار إلى شعور بالاضطراب والوخز في اليدين والرجلين وبالتقيؤ.
مضادات الكآبة
تُستخدم هذه الأدوية لعلاج الكآبة التي تصيب الملايين حول العالم. ومنها النارديل Nardil وتوفرانيل Tofranil وإيلافيل Elavil لا بل حتّى الليتيوم lithium مع أنّ الأخير ليس تقنيّاً من أدوية مكافحة الكآبة. أمّا الآثار الجانبيّة لاستخدام هذا العقار بصورة مطوَّلة وكثيفة فهي التبوّل الشديد أو العطش والإسهال والتقيؤ والدوخة أو وهن العضلات. ومن الأدوية الواعدة في علاج الكآبة البروزاك Prozac.
الأدوية المسكّنة المنوِّمة والمهدئة
تُشكِّل مادة بنزوديازيبين Benzodiazepines أكثر المواد المهدئة والمنوِّمة شيوعاً. تستخدم لعلاج التوتّر والاضطراب ومنها الفاليوم Valium وكزاناكس Xanax وأتيفان Ativan وترانكسين Tranxene. أمّا الأدوية المستخدمة للنوم فهي دالامين Dalamine وريستوتريلRestotril وهالسيون Halcion. ومن العوارض الجانبيّة الدوخة وضعف القدرة على تنسيق الحركة والدوار. ويُمكن أن يُسبب الفرط في استخدام هذه الأدوية مشاكل في التنفس والأرق والغيبوبة لا بل حتّى الوفاة.
الباربيتورات
تُستخدم هذه الأدوية وإنمّا بوتيرة أقلّ لعلاج القلق والأرق ولكنّها قد تولّد شعوراً بالإحباط أو مشاكل في التنفس في حال لم تستخدم على النحو الصحيح. ومن الأمثلة عنها سيكونال Seconal ونيمبوتال Nembutal.
أدوية معالجة الزكام والسعال
يدوم الزكام الناجم عن الفيروسات مدّة أسبوع إلى عشرة أيام وتُستخدم الأدوية لمعالجة العوارض وتخفيف الشعور بالانزعاج. ومنها:
مضادات الهستامين والاحتقان Antihistamines and Decongestants تُستخدم لعلاج حكاك ورطوبة العينين ولتخفيف الاحتقان الناجم عن الحساسية والزكام والرشح. يُمكن أن تُسبب الدوخة أو سرعة الاهتياج.
مضادات السعال والبلغم Antitussives and Expectorants تكافح السعال المؤلم والشديد وتُساعد على تنظيف الجهاز التنفسي من البلغم المخاطي. تحتوي على الكحول وعلى بعض المخدرات مثل الكوديين وهي تُساعد على التخفيف من الألم والمساعدة على النوم. قد يُسبب البعض منها الإدمان لكونه يولِّد شعوراً مماثلاً لتناول الكحول سيّما وأنّه يُباع من دون وصفة طبيّة ويحتوي على نسبة 40% من الكحول.
المُسهِّلات
هي من الأدوية الأكثر انتشاراً وسوء استخدام. يجب أن يُحصر استخدامها بمكافحة الإمساك بما أنّ الاستخدام المزمن قد يُسبب إدماناً.
المخاطر الصحيّة
يُمكن أن يؤدّي سوء استخدام هذه العقاقير إلى إدمانٍ نفسي وجسدي. فالكثيرون يُكثرون من استخدام المخدِّرات لعلاج أمراض ومشاكل صحيّة لا علاقة لها بالدواء أو لأسباب غير طبيّة.
يحتوي العديد من الأدوية على نسبة كحول ومخدِّرات مثل الكوديين الذي يُسبب الإدمان ويُعرِّض الحياة للخطر. ويُمكن أن يؤدّي خلط الكحول ببعض الأدوية إلى كبح تأثير الدواء أو زيادته مما يُسبب مشكلة في الحركة الوظيفيّة. أمّا المزج بين العقاقير التي تُباع من دون وصفة طبيّة وبعض أدوية الوصفات فقد يُؤتي نتائج مماثلة لا بل ردوداً أكثر حدّةً.
الستيرويد
مادة الستيرويد هي مادة يُصنِّعها الإنسان وتؤثِّر في الهرمونات الذكوريّة على مستوى بناء العضلات (anabolic) وإنّما أيضاً تنشيط الذكورة (androgenic). لا تتوفَّر هذه العقاقير من الناحية القانونيّة إلاّ بموجب وصفةٍ طبيّةٍ لعلاج إفرازات التستوستيريون المتدنيّة التي تُسبب تأخّراً في سنّ البلوغ وبعض حالات العجز الجنسي. كما تُستخدم لعلاج تقهقر العضلات في وسط المرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشريّة وغيرها من الأمراض التي تُسبب خسارةً في الكتلة العضليّة. ولكن يُمكن في سوء استخدام مواد الستيرويد التي تُساعد على بناء العضلات أن يُسبب مشاكل صحيّة خطيرة يستعصي البعض منها على الحلّ.
يستخدم الرياضيّون وغيرهم مواد الستيرويد حقناً أو شفهيّاً لتعزيز أدائهم وإنّما أيضاً لتحسين مظهرهم ولا تدوم فترة الاستخدام على نحو مستمر بل تقتصر على أسابيع أو أشهر تُعرف بالدورة وتؤتي الغاية المنشودة. تقضي الدورة (cycle) بتناول جرعات عدّة من الستيرويد على فترةٍ من الزمن ثم التوقف حيناً والبدء من جديد. هذا وغالباً ما يجمع المستخدمون بين أنواع مختلفة من الستيرويد لزيادة فعاليّة هذه الأخيرة وخفض مفاعيلها السلبيّة (أي التخزين).
المخاطر الصحيّة
من الآثار الجانبيّة لتناول الستيرويد تورّم الكبد والسرطان واليرقان (أي إصابة البشرة والأنسجة وسوائل الجسم بترقيط أصفر اللون) وحبس السوائل وارتفاع ضغط الدم وزيادة معدلات الكولسترول السيئ وانخفاض معدلات الكولسترول الجيّد. ومن العوارض الأخرى تورّم الكليتين وحبّ الشباب والرجفة.
تُضاف إلى الآثار المذكورة سلفاً، آثارٌ جانبيّة خاصة بالنوع الاجتماعي:
بالنسبة إلى الرجال: تقلّص الخصيتين، تناقص عدد المني، العقم، الصلع، نموّ الثديين، وتنامي خطر الإصابة بسرطان البروستات.
بالنسبة إلى النساء: نمو شعر الوجه، الصلع الذكوري، تغيّر الدورة الشهريّة أو انقطاعها، توسّع البظر وخشونة الصوت.
بالنسبة إلى المراهقين: توقّف النموّ في مرحلةٍ مبكرة من خلال نضوج الهيكل العظمي السابق لأوانه وتسارع التغيّرات المرافقة لسنّ البلوغ. وهذا يعني بأنّ المراهقين قد يظلّون قصيري القامة لما تبقّى من حياتهم إذا تناولوا هذه العقاقير قبل مرحلة نموّ المراهقة.
هذا ويواجه الأشخاص الذين يستخدمون الستيرويد حقناً خطر الإصابة بعدوى فيروس نقص المناعة البشريّة/الإيدز أو التهاب الكبد.
وتفيد البحوث بأنّ سوء استعمال السيترويد قد يولِّد في وسط المستعملين عنفاً أو مشاكل نفسيّة مثل تقلّب في المزاج وعوارض جنون قد تؤدّي إلى العنف.
ويُصاب المستعملون بالكآبة بعد الإقلاع عن تناول العقار مما قد يدفع بهم إلى إدمانه. وكشفت البحوث عن إصابة المستعملين بالغيرة المرضيّة وبالتوتر الشديد والتوهم والعجز عن الحكم الناجم عن شعور بقوّة شديدة لا تُقهر. لا بل قد يستعين المستخدمون بمخدرات أو عقاقير أخرى للتخفيف من عوارض الستيرويد السلبيّة مثل الهيروين أو الأفيونيّات وتُستخدم الأخيرة لعلاج الأرق والعصبيّة الناجمة عن استخدام الستيرويد.